الخميس، 22 ديسمبر 2011

جنازة الثورة

 
منذ أيام او اسابيع قليلة لا أعلم الوقت بالتحديد ( لأن الحدث يتكرر بأستمرار ) كنا نقف جنبا الي جنب لا نعرف بعضنا البعض لكن كل ما نعرفه هو اننا سنقف هكذا حتي نري الوطن يعود الي اهله من جديد حتي لو كلفنا هذا موتنا او علي اقل تقدير ان نفقد البصر.
عندما كنت أسمع هتاف الشعب يريد إسقاط المشير مع مرور جنازة أحد الشهداء في مشهد مهيب انتابني احساس يناير (الذي اري انه من الصعب ان يعود في نقاءه من جديد فالبدايات دائما لا تتكرر كما قال جمال الغيطاني) احسست أن النظام سوف يسقط وانها مسألة وقت ليس أكتر ، لكن المجلس العسكري أثبت من جديد انه أذكي من نظام مبارك فجاء تكليف الجنزوري رئيسا للوزراء واصبح الحديث علي ان الجنزوري جزء من النظام ولا يصلح للحالة الثورية ! ، رغم اننا نرفض اي شخص مهما كان في ظل حكم العسكر أو حتي وجود مجلس رئاسي مدني بجانب حكم العسكر لأننا ببساطة نطالب بأسقاطه في التحرير ، ومع مرور الوقت يتزايد أعداد القتلي والمصابين وفي نفس الوقت يقترب موعد الأنتخابات توقع الكثير أن تلغي لكن المجلس اصر علي ايقامتها رغم المشهد الدامي الذي يسيطر علي ميدان الثورة ، فكانت خطوة اكثر زكاء من المجلس ليحاول أن يقنع الناس بأنه يريد إقامه الانتخابات كما وعد لكن التحرير يسعي للفوضي مجددا علي حد تعبيره ، لكن المشكلة هنا لم تكن في ان الناس سوف يصدقون المجلس ام لا ، ولكنها كانت من داخل التحرير نفسه فالثوار بدأوا يدخلون في جدال حول المشاركة في الانتخابات لأن البعض يرعي انه لا مفر من المشاركة لأن المقاطعة تعطي فرصة للفلول في الفوز مع ان ذلك الكلام يعتبر اعتراف انه لا وجود للثورة من الإساس لأن الثورة لا يفرض عليها اي امر الثورة هي وحدها التي تفرض الحلول لتحقيق أهدافها لتصنع واقع مختلف ، في نفس الوقت لم يجرؤ اي حزب علي مقاطعة الانتخابات فشهوة الكرسي في برلمان " كعكة الثورة " كانت اكبر من اي مشهد لتساقط الدماء في محمد مهمود .
كما أن ذهابنا للإنتخابات يعني اسقاط هدف التحرير الأساسي الذي ضحي الكثير من أجله وهو اسقاط حكم العسكر ، لأن ما معني ان تطالب باسقاط العسكر ثم تذهب لتنتخب تحت حكم العسكر ألا يعد ذلك انفصام !
لكن لا اخفي عليكم اني راودتني بعض الحيرة في مسألة المشاركة في الانتخابات للحظات لكن وجدت صوت مجهول بقول لي ........
كيف تنتخب في ظل نظام قتل بدم بارد من يقف أمامك في محمد محمود ؟!
كيف تستطيع أن تمشي فوق جثامين الشهداء لكي تصل الي ديمقرطية ملطخة بالدماء ؟!
كيف تستطيع أن تغمس اصبعك في دماء الشهداء لكي تنتخب ؟!
كيف تستطيع أن تضع ورقة الانتخاب في صندوق مصنوع من جماجم الشهداء ؟!
 كيف تقول إنك لن تخطأ خطأ 11 فبراير ، ثم مع بداية مسرحية الانتخابات تترك الميدان ليتم اغتصابه من جديد ؟!
.... ثم استرد ذلك الصوت قائلاً اذا أردت أن تنتخب فهذا اختيارك لكن لا تنسي أن تذهب للميدان لتشارك في جنازة الثورة . 
 
ـ أراها بركة من الدماء! ـ
       
                                                                                             2011/12/14